إن في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من المواقف العظام المؤكدة على هذا الأصل الكبير أصل سلامة القلوب وطهارتها من الغل والشحناء ومن تلك المواقف
1- من أعظم المواقف قوله صلى الله عليه وسلم حين استأذنه ملك الجبال أن يطبق الأخشبين وهما جبلان عظيمان يحيطان بمكة على أهلها حين كذّبوه صلى الله عليه وسلم وحين ناصبوه العدَاء فقال صلى الله عليه وسلم وقد سلِم قلبه وامتلأ بالطهارة وانعدم منه الغلّ والشحناء : ( بل أرجو الله أن يخرجَ من أصلابهم من يعبدُ الله وحده )) متفق عليه
2- قال صلى الله عليه وسلم في موقف آخر (( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون )) رواه مسلم
3- قال لأهل مكة عندما فتح مكة (( اذهبوا فأنتم الطلقاء ))
وقال في موقف آخر ينمّ عن مدى طهارة قلبه صلى الله عليه وسلم وسلامته من الغل والشحناء وعدم إرادته تكدُّرَ نفسه بشيء من ذلك : (( لا يُبلِغني أحدٌ عن أحد من أصحابي شيئاً فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليمُ الصدر )) رواه أبو داود بإسناد صحيح .