مشكلات وحلول حل مشكلة شاب يخشى من عدم استطاعته التوفيق بين الزواج والدراسة
مشكلتي : أنني شاب من أسرة ميسورة الحال أدرس في أول مرحلتي الجامعية وأبي يصر على زواجي من ابنة عمي ، والمشكلة ليست فيها ، ولكن في فكرة الزواج المبكر ، فأنا في حيرة بين الدراسة والزواج ، وأخشى من عدم القدرة على التوفيق 0
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد :
النكاح للقادر عليه الآمن على نفسه مستحب ، قال تعالى ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء ) فإن لم يأمن على نفسه الحرام وجب عليه ، ومن هنا وحيث لم يظهر ثمت ما يمنع من الزواج فأوصيك بوصية رسول الله r كما في الحديث المخرج في الصحيحين "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطيع فعلية بالصوم فإنه له جاء ) ويقول صلى الله علية وسلم " من تزوج فقد استكمل نصف دينه فليتق الله في الشطر الأخر " أخرجه الطبراني وغيره بسند حسن
لماذا الزواج نصف الدين ؟ قال المنّاوي : لأن أعظم البلاء القادح في الدين سببه شهوة البطن والفرج ، وبالمرأة الصالحة تحصل العفة عن الزنا ، وهو الشطر الأول ، فبذلك يكون من تزوج فقد استكمل نصف دينه ، روى البخاري عن سعيد بن جبير قال : قال لي ابن عباس : هل تزوجت ؟ قلت لا . قال: فتزوج فإن خير هذه الأمة أكثرها نساءً . وفي رواية لأحمد بن منيع وذلك قبل أن يخرج وجهي - أي يلتحي . وروى ابن أبي شيبة عن شداد بن أوس رضي الله عنه - وكان قد ذهب بصره – قال: زوجوني فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصاني أن لا ألقى الله عزباً ، وقال معاذ في مرضه الذي مات فيه: زوجوني إني أكره أن ألقى الله عزباً ، وقال ميسرة : قال لي طاوس : لتنكحن أو لأقولن لك ماقال عمر لأبي الزوائر : مايمنعك من النكاح إلا عجز أو فجور ، وقال طاووس : لايتم نسك الشاب حتى يتزوج . وقال ابن مسعود رضي الله عنه:لو لم أعش أو لم أكن في الدنيا إلا عشراً لأحببت أن يكون عندي فيهن امرأة ، وقال الإمام أحمد : من دعاك إلى غير التزويج فقد دعاك إلى غير الإسلام " .وتزوج الإمام أحمد في اليوم الثاني لوفاة أم ولده عبدالله .
وأما الدراسة وطلب العلم فالزواج بعد توفيق الله أكبر معين عليها ، لأن الزواج سكن للروح قال تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا )(الروم: من الآية21)
وقد دلت الدراسات المعاصرة اليوم على أثر الزواج على الاستقرار النفسي والاجتماعي على صاحبه، يقول أحد الغربيين:"إن العزوبة الدائمة تعرض صاحبها إلى اضطراب نفسي مختلف الأنواع والصفات، فيفسد النفس، ويجعلها مجبولة تتحلى بعدم الرحمة والقسوة والخفة والطيش، وعدم الاتزان " . ويقول جورج انكتيل :" منذ مطلع القرن العشرين والعزوبة تمثل على مسرح هذه الحياة شقاء ينتهي غالباً بالانتحار والجنون " .
ومن الطريف المضحك أنه أجرى عالمان نفسيان في جامعة شيكاغو إحصاءات دقيقة عن حالات من الجنون التي قاما بفحصها بين من يعالجونهم ، فوجدا أن بين كل مئة مجنون ومجنونة 83 مريضاً من العزاب و17 من المتزوجين والمتزوجات . كما أن معدل الإجرام أكثر عند العزاب منه عند المتزوجين . حيث بلغ في إحدى الإحصائيات 38 مجرماً أعزب مقابل 17 متزوجاً .
وعليه فإني أنصحك بالموافقة على طلب أبيك برا به وحتى تحصل فوائد النكاح وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .