مشكلات وحلول حل مشكلة زوجة زوجها يدخل على المواقع الجنسية
مشكلتي : تكمن في أن زوجي رجل طيب وحسن العشرة وفي الفترة الأخيرة صار يجلس على النت طويلا ، ثم تأكدت من دخوله إلى مواقع جنسية ، ولا أدري ماذا أفعل ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد :
فالذي أراه أن تتم معالجة هذه القضية بما يلي :
1/ عن طريق الحوار الهادئ مع استحضار ما يتعلق بحكم النظر المحرم وأثره 0
2/ محاولة اشباعه جسديا وعاطفيا ، مع الخروج عن النمطية الرتيبة المملة 0
3/ إقناعه بترشيد التعامل مع النت بحيث يُخَصص له زمان ومكان 0
ولا بد أن يعلم أن النت " الشبكة العنكبوتية ، سلاح ذو حدين ، فيها من الخير ما لا يعلمه إلا الله ، وفيها من الشر ما لا يعلمه إلا الله ، هذه الشبكة فيها أكثر من أربعة ملايين موقع جنسي إباحي ؟
وفي الحديث الصحيح عن أبواب الحرام المغطاة ( ويلك لا تفتحه ، فإنك إن تفتحه تلجه )
يذكر المتخصصون أن تلك المواقع ارتفع عدد صفحاتها من 260 مليون صفحة عام 2003م إلى 425 مليون صفحة عام 2005م ، وأكثر الطلب عليها من الدول النامية 0
وهذا مما يجعلنا نخاف على أنفسنا وأزواجنا وأولادنا ونقابل ذلك بالمزيد من التوعية بالأخطار ، وبيان الأضرار ، وبيان وجوب غض البصر ، وتنمية الشعور بالخوف من الله تعالى ، فإنه أعظم سلاح 0
إنهم شياطين الإنس والجن يحاولون تصدير الإباحية إلى مجتمعاتنا المحافظة والله يقول في هؤلاء " (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النور:19) حذر الشرع من خائنة الأعين ، قال تعالى (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) (غافر:19)
ففي بعض النظر ، أعظم الخطر ، قال الإمام احمد : كم نظرة أوقعت في قلب صاحبها البلابل ،
ولذلك قال ربنا " (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ)(النور: من الآية30) أعجبني ما ذكره بعض العلماء الألمان حيث قال : لقد درست علم الجنس ، ودرست أدوية الجنس الموجودة في العالم كله ، فلم أجد دواءاً أنجح ، ولا أنجع من القول الذي في الكتاب الذي أنزل على محمد ( r ) " ((قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ )(النور: من الآية30) . قال أهل العلم : أمر الله بغض البصر قبل حفظ الفرج ، لأن أعظم ما يثير إلى الفواحش إطلاق البصر ، ولذلك يقول النبي r ( فإن لك الأولى ، وليست لك الآخرة ) والمراد القاصدة إلى النظر ، باتفاق العلماء ، ليست لك ، بل عليك ، فتكتب عند الله خطيئة 0 يقول جرير بن عبدالله رضي الله عنه:" سألت رسول الله r عن نظر الفجأة فأمرني أن أصرف بصري" رواه مسلم ، وفي الحديث الآخر الذي رواه البخاري تعليقاً ورواه مسلم عن أبي هريرة يقول الرسول r:" كتب على ابن آدم حظه من الزنى فهو مدركه لا محالة، فزنى العينين النظر، وزنى اللسان النطق، وزنى الأذنين الاستماع، وزنى اليدين البطش، وزنى الرجلين الخطى، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه" وفي رواية أخرى "فالعين تزني وزناها النظر والأذن تزني وزناها السماع" ،وما أحسن قول الشاعر:
كل الحوادث مبدأها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
والعبد ما دام ذا أعين يقلبها في أعين الغيد موقوف على الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجته لا مرحــباً بسرور عاد بالخطر
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم